العسكري
24 Dec 2019

جائزة (ناصر بن حمد للابتكار العسكري) بادرة لانطلاقة صناعية وطنية واعدة

إن الجائزة – التي تعُد الأولى من نوعها محليًا وإقليميًا-  تحمل رسالة واضحة تؤكد على نشر وترسيخ ثقافة الابتكار لدعم الإبداع وتطوير المهارات ورفع الكفاءة والجاهزية، وتبني أفكار الموهوبين والمتميزين وتوفير بيئة تنافسية في تقديم ابتكارات فعالة تسهم في تطوير الأداء والارتقاء بالمؤسسة العسكرية البحرينية وإطلاق الطاقات والفكر للمبدعين من أبناء الوطن ومن منسوبي قوة دفاع البحرين، وبالتالي القادرة على تطوير ورفع الكفاءة والجاهزية، وتأهيل الكوادر الوطنية، وإعدادها للتعامل مع التقنيات الحديثة والاستراتيجيات العسكرية المتقدمة.

 

وتنطلق الجائزة من رؤية سديدة تتلخص في تحقيق الريادة الوطنية والإقليمية عبر الابتكار العسكري والأمني لتعزيز التنمية المستدامة لمملكة البحرين، ومواكبة التقدم العلمي والتقني في المجال العسكري، وتعزيز الابتكار لمواجهة التطورات التقنية في المجال العسكري في المستقبل.

 

والجائزة خاصة بقوة دفاع البحرين من عسكريين ومدنيين ومتقاعدين حيث يمكن لجميع المترشحين التقدم بفكرة عملية قابلة للتطبيق لمجالات متعددة منها في المجال الطبي والهندسي والعلمي والإداري وغيرها من المجالات التي تخدم قوة دفاع البحرين والتي تساهم في مواكبة التطور والتقدم العلمي، وتفتح الجائزة باباً لجميع المنتسبين لقوة الدفاع للمشاركة بابتكارات نوعية تخدم المجال العسكري وتحقق الرؤية الوطنية لتعزيز التنمية المستدامة، فسمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يسعى من خلال الجائزة إلى تسخير منتسبي قوة دفاع البحرين لخدمة الوطن عن طريق الابتكار وفتح أبواب متعددة وآفاق في مجال الابتكار العسكري خصوصاً مع الثورة التكنولوجية والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، واحتضان هذه المواهب العلمية، من خلال أفكار يمكن تطبيقها لخدمة المجتمع وتعزيز الأمن والسلام، تحقيقاً للدفاع الوطني في عصر الابتكار التكنولوجي، لإحداث تأثير واضح في مجالات الأمن والدفاع.

 

وكان التفاعل الكبير مع الجائزة مؤشرًا واضحًا على أهميتها، فهناك حاجة إلى الابتكار العسكري والإبداع الوطني في مجال العلوم العسكرية، لخلق صناعة محلية بحرينية، وهو هدف أسمى تسعى له الجائزة، وكما قال سمو الشيخ ناصر: "نسعى من خلال هذه الجائزة إلى تحفيز الإبداع الفكري وتطويع المهارات وإبراز الطاقات لدى منسوبي قوة دفاع البحرين البواسل، وبما يمكنهم ببحوثهم ومشاريعهم العلمية والعملية من خدمة قوة دفاع البحرين وتنمية قدرة المنافسة العالمية لديهم بما يتماشى مع استراتيجية ورؤية مملكة البحرين المستقبلية".

 

وتأتي الجائزة كأهم توجه يحمل هدفاً استراتيجيا ونقلات نوعية وتطورا علميا مشرفا في حقل الابتكار العسكري وتحفيز الإبداع الفكري وإعطاء دفعة قوية للانطلاق بعزيمة وثقة في مسيرة تمكين الإبداعات والعقول البحرينية وتنمية قدرة المنافسة العالمية، ففي هذا العصر لم يعد الابتكار العسكري حكرا على المؤسسات وشركات الصناعات العسكرية، إنما أصبح المجال مفتوحا لكل منتسبي قوة الدفاع طالما لديهم المعارف والمهارات العلمية في كل التخصصات التي تؤهلهم لتلبية حاجات البلد وتوجيه طاقاتهم الحيوية للمساهمة البناءة في إحراز التقدم في مضمار الابتكار العسكري والبحث والتطوير وبراءات الاختراع.

 

ولا شك فإن قوة دفاع البحرين تزخر بالطاقات البشرية الوطنية والشباب المؤهل في تخصصات علمية عديدة، ومن ثم تفتح جائزة "ناصر بن حمد للابتكار العسكري" الطريق أمام هؤلاء للإبداع وتقديم خدمات عالية، خاصة في ظل حقيقة أن التطوير والإبداع العسكري أصبح حاجة ملحة لمواكبة العصر وتطوراته. وتقدم قوة دفاع البحرين بهذه الجائزة بيئة خصبة ورفدها بالعلم والمعرفة للاختراعات والبحوث والدراسات وتوفير أفضل الظروف الملائمة للموهوبين والمتميزين من أبناء الوطن القادرين على الإبداع والتفوق، وترمي جائزة ناصر بن حمد للابتكار العسكري للوصول إلى أقصى درجة من الكمال والدقة في تنفيذ المهمات والمشاريع الصناعية المطلوبة بكوادر بحرينية متخصصة، فكل الدول اليوم فتحت للابتكار العسكري الرصد والتدريس والإمكانيات والمرافق والبنى الأساسية والدعم المادي والمعنوي والبرامج الطموحة.

 

إن جوائز التميز والابتكار تستهدف تطوير الأداء العام وتكريس ثقافة التفوق بين العاملين، وتحفيزهم على التنافس الذي ينعكس بشكل إيجابي على هذه المؤسسات، وبالتالي فجائزة "ناصر بن حمد للابتكار العسكري" سيكون لها تأثير مهم، خاصة أن استراتيجية تحديث وتطوير قوة دفاع البحرين تقوم في أحد جوانبها على الابتكار والتجديد، فالابتكار عنصر أساسي يدفع دائماً إلى التطلع إلى الأحدث والأفضل دائما سواء فيما يتعلق بالأسلحة أو التدريب أو تأهيل العنصر البشري، في الوقت ذاته فإن نشر ثقافة الابتكار من شأنه أن يعزز من كفاءتها وجاهزيتها وقدرتها على مواكبة كل ما هو جديد في المجال العسكري، سواء تعلق الأمر بالتسليح أو النظريات العلمية والمعرفية الجديدة.

 

إن الجائزة هي بمثابة خطوة استراتيجية ضرورية مستقبلية، ولعل تدشين المدرعة (فيصل) التي تعد باكورة الصناعات العسكرية البحرينية خلال معرض البحرين للدفاع الثاني الذي أقيم مؤخرًا وهي ناقلة جند صنعت بأيدي شباب بحريني من مهندسين من قوة دفاع البحرين، هو مصدر فخر للوطن وبداية واعدة لصناعة عسكرية وطنية، بأيدي شباب واعد، قادر على الإبداع والإنتاج، وقادر على المنافسة، بصورة مشرفة، تؤكد أن مملكة البحرين تمتلك طاقات وطنية متميزة ومبدعة، قادرة على أن تضيف إلى صرح الوطن نتاجات غير مسبوقة وتحقق له الريادة عالميًا.

 

كما يأتي إطلاق سمو المقدم الركن الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي الخاصة (مسابقة الابتكار في الذكاء الاصطناعي) وتدشين أكاديمية الذكاء الاصطناعي لدعم مخرجات التعليم الوطني، كخطوات تستكمل الجهود الرامية إلى أن تكون مملكة البحرين مركز انتاج وتصدير التكنولوجيا العسكرية وقاعدة ملائمة لصناعات عالية التقنية والجودة عبر شراكات ممتدة ومجدية.